قواعد الرقية الشرعية الجزء الاول
قواعد الرقية الشرعية الجزء الاول
سابعا: الفراغ سبب لأغلب الأمراض
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ )
ففي الفراغ تنشأ الأمراض النفسية، وتكثر فيه التسلطات الشيطانية، وتكون مأوى صالحا للرذيلة والأمراض الخطيرة
قال الإمام الشافعي : إذا لم تشغل نفسك بالحق شغلتك بالرذيلة
فمشاعر القلق والحسد والخوف لا تستيقظ إلا في الفراغ
فعلاج هذا الأمر أن توصي مريضك بأن يشحن وقته كله بذكر الله، حتى تطمئن هذه القلوب الحائرة
وإعلامه أنه محاسب في كل وقت ضيعه في غير ذكر الله،
فقد أثنى الله - عز وجل - على الذاكرين : ( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم . )
فإذا حصل الربط بذكر الله استقامت أمور هذا المريض،
اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت
قال تعالى: (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)
فلا مجال للقلق والوساوس. وعلماء النفس يقررون بالإجماع، وهي من البديهيات عندهم،
(من المحال لأي ذهن بشري مهما كان خارقا أن ينشغل بأكثر من أمر واحد في وقت واحد)
أي: أن تجمع بين إحساسين متناقضين، وقد سبقهم بذلك كتاب الله عزوجل بقوله تعالى : ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه )
ثامنا: تضخيم التوافه تدع الحليم حيرانا
ويحصل هذا في الغالب بين الزوجين من التوافه ما يعرقل حياتهما، فيستغل ذلك الشيطان جهده كله، وقد يؤدي بهما إلى الطلاق
ولذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يفرك - لا يكره - مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر
وفي صعيد آخر تجد الخصام والمنازعات بين أقرب الناس لأمور صغيرة تافهة، ضخمها الشيطان، وجعل سدة ذلك كرامة الشخص وكبرياءه المزعوم،
والغريب أن هؤلاء الناس لهم من قوة التحمل على المصائب الكبيرة شجاعة عظيمة، أما التوافه الصغيرة فهي غالبة على أمورهم
والله عز وجل يقول: ( وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم )
علاج الأمر الأول: وهي نصيحة لكل من الزوجين - أن لا يبيت الخصام معهما ليلتهما ، وأن يجعل للصلح موضعا فالشيطان غايته التفريق ولاسيما بين الزوجين
وعلاج الأمر الثاني: حسن الخلق والإنصاف وعذر الإخوان وعدم تسقط الزلات، ومهما بلغ أخوك من سوء الخلق فادفع بالتي هي أحسن، وادع له بظاهر الغيب
تاسعا: ذكر الموت المنتج لا الموت المثبط
يأتي الشيطان هذا المريض مذكرا له بالموت المثبط الذي لا عمل معه،
وهدف الشيطان في ذلك تحطيم هذا المريض وحرمانه من التلذذ بعيشه وتشريد أسرته،
وإلا تذكر الموت المنتج الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكثروا من ذكر هادم اللذات
وهو المؤدي إلى كثرة العمل الصالح والتزود للآخرة، فهو مطلوب
روي عن امير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه قال:
أي يومي من الموت أفر؟ يوم لا يقدر؟! أو يوم قدر؟
يوم لا يقدر لا أحذره ! ومن المقدور لا ينجي الحذر !!
بهذه الشجاعة يخسأ الشيطان، وترتاح النفس المجهدة
(قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون)
هذا إذا حدثت مصيبة، بيد أن الشيطان لا يفتر ولا يمل، بل يجعل المرضى يجزعون من أحزان يتوقعونها في المستقبل!
وكل ذلك ناتج من التفكير والخيال المدعوم بوساوس الشيطان عن المستقبل الذي أمره إلى الله تعالى :
(الشيطان يعدكم الفقر)
فتجد الكفرة يلجؤون إلى شركات التأمين،
أما المؤمنون فتأمينهم: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين. الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)
ويجب أن تكون هناك مرونة في مجابهة المصائب والرضا بها كعلامة رضا بالقدر خيره وشره،
لا لأنك تود بقاء هذه المصيبة، بل تخفيفا من شدتها، وابتغاء ما عند الله من الأجر في ذلك، فتسلم نفسك من الأمراض،
ولا تكن بهيمة الأنعام أفضل من الإنسان، فهي لا تصاب بقرحة في المعدة أو قولون عصبي، أو انهيار عصبي لأنها لا تفكر في مستقبلها: (وما من دابة إلا على الله رزقها)
عاشرا: أغرق مريضك في التفاؤل
مما لاشك فيه أن مشاعر الإنسان وعواطفه هي من صنع أفكاره، فإن ساورته أفكار سعيدة أصبح سعيدا،
وإن كانت مزعجة أزعجته وأمرضته.
والشيطان له جهوده في ذلك، ولذلك. إشاعة روح المحبة والسلام والابتسامة، هي من أخلاق المسلم الذي يثاب عليها،
وإفشاء السلام دليل المحبة: ألا أدلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم
والحزن على ما فات دليل عجز. وتستطيع أن تحكم على الشخص بمجرد تفكيره،
والشيطان يحرص كل الحرص على تذكيرك بالمعاصي السابقة فيثبطك عن الطاعة،
ولقد كان يمكن بشيء من الحيطة والحذر أن تتلافى درب المعصية، ولكن فات الوقت، فهل بمقدورك إعادة ما فات،
بالطبع لا وكل ما نستطيعه أن نمحو أثرها، وننساها بالتوبة النصوح حتى نعود إلى حياتنا بهمة ونشاط،
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: استعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل. فإن لو تفتح الشيطان
No comments: