تـعـريــف بعــض عـلــوم السـحـــــــــــــــر الجزء الثاني

نتيجة بحث الصور عن السحر

 تـعـريــف بعــض عـلــوم السـحـــــــــــــــر  الجزء الثاني
ســـحر الطـلـّســـمات
هذا النوع من السحر يتحقق بالاستعانة بالنجوم والكواكب ,, وهو الذي يسمى بالطلسـمات عند الفلاسفة ,, وسحر الطلسـمات يستعين صاحبه بروحانيات الكواكب وأسرار الأعداد وخواص الموجودات وأوضاع الفلك المؤثرة في عالم العناصر كما يقوله المنجمون ,, ويقولون : السحر اتحاد روح بروح ,, والطلّسم اتحاد روح بجسم ,, ومعناه عندهم ربط الطبائع العلوية السماوية بالطبائع الفلسفية ,, والطبائع العلوية روحانيات الكواكب , ولذلك يستعين صاحبه في غائب الأمر بالنجامة،
وقد دقق (القرافي) في تعريف الطلسمات فقال : ( الطلسمات نفس أسماء خاصة لها تعلق بالأفلاك والكواكب على زعم أهل هذا العلم في أجسام من المعادن أو غيرها ,, تحدث لها آثار خاصة ربطت بها في مجاري العادات ,, فلا بد في الطلسم من هذه الثلاثة : الأسماء المخصوصة , وتعلقها ببعض أجزاء الفلك وجعلها في جسم من الأجسام ,, ولا بد مع ذلك من قوة نفس صالحة لهذه الأعمال فليس كل نفس مجبولة على ذلك ) .. ومعنى الطلسم كما يقول حاجي خليفة : عقد لا ينحل , وقيل مقلوب اسمه أي المسلط , لأنه من القهر والتسلط , وهو علم باحث عن كيفية تركيب القوى الأرضية المنفعلة في الأزمنة المناسبة للفعل والتأثير المقصود مع بخورات مقويّة جالبة لروحانية الطلسم ليظهر من تلك الأمور في عالم الكون والفساد أفعال غريبة , وهو قريب المأخذ بالنسبة للسحر , لكون مباديه وأسبابه معلومة , وأما منفعته فظاهرة , لكن طرق تحصيله شديدة العنـاء

وسمى بعض الباحثين السحر الذي يستعين فيه الساحر بالكواكب بالهيمياء بكسر الهاء على وزن كبرياء , وهو ما تركب من خواص سماوية تضاف لأحوال الأفلاك , يحصل لمن عمل له شيء من ذلك أمور معلومة عند السحرة ,, وقد يبقى له إدراك وقد يُسلبه بالكلية , فتصير أحواله كأحوال النائم من غير فرق حتى يتخيل مرور السنين الكثيرة في الزمن اليسير , ومن لم يعمل له ذلك لا يجد شيئا مما ذكر , وهذا تخييـل لا حقيقة له .. وهذا النوع من السحر هو سحر الكلدانيين والكسدانيين كما يقول الفخر الرازي الذين كانوا يسكنون على شاطىء الفرات في العراق , وهم يزعمون أن الكواكب هي المدبرة لهذا العالم ومنها تصدر الخيرات والشرور والسعادة والنحوس , وقد بعث الله تعالى إليهم إبراهيم عليه السلام مبطلا لمقالتهم وداحضا لشركهم .. والصواب من القول أن هذا الذي نسميه بالطلسم هو من عمل الشيطان وفعله , وليس للكواكب فيه فعل , ونسبتهم هذه الأمور إلى الكواكب إنما هو لإخفاء ضلالهم وكفرهم , وتدجيلا على الناس , وقد تنبه إلى هذا محمد محمد جعفر فقال : الطلسم : هو العمل الذي يقوم به الساحر بمساعدة الشيطان أو بناء على أمره على الورق أو القماش أو المعدن أو الخشب أو الأحجار الكريمة أو المعجون ( كالشمع والطين ) بشكل مخصوص في وقت مخصوص وبحجم وصورة معينة لضرر نفر أو أكثر في شخصه أو ما يملكه .. والتعويذة أو التميمة : هي العمل الذي يقوم به أي شخص مختص غير الساحر على المواد السابق ذكرها لمنع تأثير السحر أو فساده لحاملها أو لأغراض أخرى يقصد بها منفعة حاملها أو صاحبها دون غيـره

وتختلف الطلاسم كثيرا باختلاف الزمن الذي يتم فيه صنعها ومادتها وغرضها , فالطلسم الذي يصنعه الساحر لإصابة شخص معين بمرض معين لا ينفع لشخص آخر يرد إصابته بنفس المرض .. ويحوي الطلسم كلمات ورسوما ونقوشا ورموزا مكتوبة أو محفورة أو بارزة ملونة وغير ملونة , وكلها في غاية الصعوبة والدقة ويستحيل على الشخص العادي فهمها أو حلها , ولذا أطلق لفظة ( طلسم ) على الكتابة الرديئة وغيرها التي يحتار المرء في معرفتها .. وصنع الطلاسم لا يقدر عليه إلا كل ساحر عاتي شاخ وداخ في مهنته لما يتطلبه من معرفة تامة بالشياطين ودراية عميقة بالبذور والأعشاب والمعادن ودراسة الكواكب وغيرها من العوامل الكثيرة التي يتطلبها عمل الساحر .. ومن الطلاسم ما يستمر مفعوله بضعة أيام ثم يفسد إلا إذا تكرر ومنها ما يمكث بضعة شهور أو سنوات , ومنها ما يستمر لأجل طويل , وهذا يندر جدا , ولذلك كان من السهل جدا علاج الطلاسم بما يناسبها من التعاويذ والتمائم , ومن الطلاسم ما يحمله الإنسان , ومنها ما يعلق في مهب الأرياح أو يدفن في جوف الأرض أو القبور المهجورة , أو يلقى في مياه الأنهار والبحار أو في بئر , ومنها ما يحرق ومنها ما لا تمسّه النيران بتاتا وإذا مسته يفسد ولكن لا يوجد طلسـم يؤكل أو يشرب .. ويستغرق صنع الطلسم وقتا طويلا من الساحر حسب أهميته وغرضه , ولا بد له قبل البدء في عمله من الاستعداد التام له من تحضير المواد والبخور والمعلومات اللازمة عن الشخص الذي سيعمله ضده وتهييج وإثارة الشياطين الخاصة ورسم الدوائر السحرية ورموزها ونقوشها بجانب ما يتلوه من عبارات شيطانية ويرتدي ملابس خاصة

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *